Site icon aviation news

بدء بناء أول منشأة لإنتاج وقود الطيران المستدام في الإمارات

يشكّل وقود الطيران المستدام في الإمارات أحد المحاور الرئيسة في إستراتيجية البلاد الرامية للوصول إلى الحياد الكربوني وخفض انبعاثات قطاع النقل الجوي.

وأعلنت “مينا للوقود الحيوي”، المملوكة لمجموعة “ميركنتايل آند ميريتايم”، البدء رسميًا في أعمال بناء أول منشأة لإنتاج وقود الطيران المستدام في الإمارات ضمن منطقة الفجيرة للصناعات البتروليّة، بعد عام واحد فقط من كشف المفهوم الأولي للمشروع.

وستعمل المنشأة على تحويل زيوت الطهي المستعملة والمخلّفات العضوية إلى وقود طيران مستدام معتمد دوليًا، وفقًا لأعلى معايير الجودة والانبعاثات.

وستنتج المرحلة الأولى من أول منشأة لإنتاج وقود الطيران المستدام في الإمارات -وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، نحو 125 مليون لتر سنويًا.

ويعادل إنتاج المنشأة نحو 18% من مستهدفات السياسة العامة لوقود الطيران المستدام في الإمارات بحلول 2030، على أن تتضاعف القدرة الإنتاجية إلى 250 مليون لتر سنويًا في المرحلة الثانية، لتسهم بما يصل إلى 36% من إجمالي الإنتاج المستهدف.

أول منشأة لإنتاج وقود الطيران المستدام في الإمارات

يُقدّر حجم الاستثمار في المرحلة الأولى من أول منشأة لإنتاج وقود الطيران المستدام في الإمارات بنحو 200 مليون دولار، في حين تبلغ المرحلة الثانية 100 مليون دولار إضافية.

ويشكّل المشروع إحدى الركائز الرئيسة لخريطة طريق الإمارات في مجال وقود الطيران المستدام، وخطوة مهمة نحو تحقيق إستراتيجية الإمارات للحياد الكربوني 2050.

وانتقلت “مينا للوقود الحيوي” منذ إعلان المشروع إلى مرحلة التنفيذ الفعلي بعد استكمال دراسة جدوى شاملة أكدت قيمته الاقتصادية، وقد تمّ استئجار الأرض المجاورة لمنشآت “MENA Terminals” في الفجيرة من حكومة الإمارة، وتعيين شركة الاستشارات الهندسيّة الإماراتيّة “دايناترون” لتتولى إدارة المشروع، وإنجاز المسوح الطبوغرافية والهيدرولوجية التفصيلية، واختيار مزوّد تقني عالمي لتقنية تحويل المخلّفات إلى وقود طيران مستدام معتمد.

كما تمّ التعاقد مع روبرت رايت، الرئيس التنفيذي الأسبق لجمعية الوقود الحيوي الأوروبية، مستشارًا للسياسات والتنظيم، وتكليف شركة “MUC” للهندسة – فرع الفجيرة بإجراء دراسة الأثر البيئي وتقديم خدمات تصاريح المشروع.

أديبك 2025

وقّعت “مينا للوقود الحيوي” -خلال مشاركتها في “أديبك 2025″– مذكرة تفاهم إستراتيجية مع شركة الإمارات للبترول “إمارات” بحضور وزير الطاقة والبنية التحتية سهيل بن محمد المزروعي، لتوفير قنوات محلية تُعزّز مسار التنفيذ التجاري للمشروع.

وأعلنت الشركة إطلاق أول مناقصة من مرحلتين للهندسة والتوريد والإنشاء والتشغيل الخاصة بالمنشأة الجديدة في الفجيرة، داعيةً المقاولين الإقليميين والدوليين المؤهلين ممن يمتلكون الخبرة في مشروعات الوقود المتجدد والمنشآت الصناعية الكبرى إلى المشاركة.

وتشمل الحزمة الأولى من المناقصة تصميم وتنفيذ المرافق الخاصة باستلام المواد الخام وتخزينها وتوزيعها، إضافة إلى مرافق تخزين الوقود المستدام والمنتجات الثانوية الناتجة عن عملية المعالجة، بما يوفّر المنظومة اللوجستية الأساسية للمشروع.

وتغطي الحزمة الثانية المقرر طرحها خلال الربع الأول من عام 2026 وحدات المعالجة الرئيسة الخاصة بتكرير الوقود المستدام، إلى جانب البنية التحتية المساندة، ما يشكّل خطوة محورية نحو الانتقال إلى مرحلة التنفيذ الكامل لأول منشأة من نوعها في دولة الإمارات.

الوقود الحيوي

قال مدير عام شركة الإمارات للبترول “إمارات” علي خليفة الشامسي، إن بناء منظومة وطنية متكاملة لإنتاج الوقود الحيوي يتطلب تعاونًا بين المستثمرين وشبكات التوزيع إلى جانب توظيف التقنيات الحديثة.

وأوضح أن اتفاقية التعاون مع “مينا للوقود الحيوي” تسهم في تحويل الرؤية إلى واقع ملموس عبر إنتاج كميات متزايدة من الوقود المستدام المعتمد والمعالج محليًا في الفجيرة، ما يمنح شركات الطيران مسارًا موثوقًا لتقليل انبعاثاتها الكربونية.

وأضاف أن دعم تطوير هذا المسار في منطقة الفجيرة للصناعات البتروليّة يؤسّس لقدرات إنتاجية محلية يعتمد عليها قطاع الطيران في الدولة، ويسهم في تحقيق أهداف خريطة الطريق الوطنية للوقود المستدام للطيران 2030، وإستراتيجية الحياد الكربوني 2050، مع الحفاظ على القيمة الاقتصادية وفرص العمل والخبرات داخل الدولة.

ولفت إلى أن الانتقال من مرحلة الفكرة إلى مرحلة التنفيذ خلال اثني عشر شهرًا فقط أثبت أن الإمارات جادّة في التزامها بتطوير قطاع الوقود المستدام، وأكد التزام “إمارات” بتحويل هذا الزخم إلى نتائج ملموسة تضمن الإمداد المستقر وتحقق خفضًا حقيقيًا في الانبعاثات.

ميناء الفجيرة في الإمارات – الصورة من “وام”

بدوره، قال مدير منطقة الفجيرة للصناعات البتروليّة، الكابتن سالم الأفخم، إن إطلاق أول منشأة لإنتاج وقود الطيران المستدام في الإمارات من الفجيرة يشكّل علامة فارقة لكلٍّ من الإمارة والدولة على حدّ سواء، ويجسّد التزامًا مشتركًا بتحقيق إستراتيجية الحياد الكربوني 2050، والمضيّ قدمًا في التحول نحو مصادر طاقة أكثر استدامة.

وأضاف أن هذا النجاح يمثّل فصلًا جديدًا بمسيرة الفجيرة في قطاع الطاقة، ويقرّبها أكثر من تحقيق طموحها الإستراتيجي في تنويع مزيج الطاقة بعيدًا عن الوقود الأحفوري التقليدي، والاتجاه نحو وقود أنظف وأكثر قيمة.

وشدّد على أن المشروع ينسجم مع رؤية الإمارة، ودولة الإمارات، في تعزيز القيمة الاقتصادية محليًا من خلال الجمع بين الاستثمار والابتكار والقدرات الصناعية لبناء منظومة متكاملة تعزّز الاستدامة الاقتصادية والبيئية على المدى الطويل.

وأوضح أن المشروع، وغيره من المشروعات المشابهة، يؤكد أن منطقة الفجيرة للصناعات البتروليّة تواصل تطوّرها من كونها واحدة من أكبر 3 مراكز عالمية لتخزين وتزويد السفن بالوقود إلى منظومة طاقة متكاملة تجمع بين القدرات التصنيعية والتقنيات المتقدمة لتحويل المواد الأولية إلى وقود أكثر استدامة وأعلى قيمة.

وأشار إلى أن هذا التحول يعزّز مكانة الفجيرة مُسهِمةً رئيسةً في مشهد الوقود النظيف الإقليمي، ويؤكد التزامها المتواصل بدعم مسيرة التحول في قطاع الطاقة الإماراتي نحو مستقبلٍ أكثر استدامة وتنوّعًا.

وقال رئيس مجلس إدارة “مينا للوقود الحيوي”، محمد سعيد الرقباني، إن هذه المنشأة تجسّد التزام “مينا” الراسخ بدعم السياسة العامة لوقود الطيران المستدام 2030، كما تؤكد دورها في تعزيز الطاقة النظيفة من خلال الاستثمار والشراكات الإستراتيجية.

وأكّد غاطي الجبوري، الرئيس التنفيذي لـ “مينا للوقود الحيوي”، أنّها تسعى من خلال الاستفادة من البنية التحتية المتقدمة في إمارة الفجيرة، ومواءمة جهود الشركة مع السياسة العامة لوقود الطيران المستدام في الإمارات، إلى ترسيخ مكانتها شركةً رائدةً إقليميًا في إنتاج وقود الطيران النظيف.

Exit mobile version